احتفالات فالبورغ
اليوم الذي تشعل فيه النيران إعلانًا عن نهاية فصل الشتاء، واستقبالاً لفصل الربيع .
ليلة فالبورجيس (فالبورغ باللغة السويدية) تُعتبر بداية غير رسمية لفصل الربيع في السويد، بغض النظر عن الحالة الجوية. ففي اليوم الأخير من شهر أبريل/نيسان، ينشد السويديون أغاني الربيع ويشعلون النيران في أكوام من الحطب الجاف في جميع أنحاء البلاد.
عادة ما يجري احتفال فالبورغ بطابعه الشعبي العام في أماكن مفتوحة يتم تحديدها سلفًا كمواقع للتجمع، وتأخذ الاحتفالات طابعًا جماهيرًا بمشاركة الآلاف. وغالبًا ما تقوم مجموعات من المؤسسات المحلية بتنظيمها لتشجيع التواصل وتقوية الروح المجتمعية.
جوقات الغناء
يعد الغناء في جوقات من الهوايات الشائعة في السويد، وفي ليلة فالبورغ تشترك تقريبًا كل الجوقات في البلاد في الاحتفال. يبدأ إشعال النيران عند الغسق، ويتجمع الناس بوجوهم المتوهجة من حرارة النار، محتمين بها من البرد القارص الذي يحيط بهم. صحيح أن شمس الربيع تدفئ قليلًا، ولكن عندما تغرب فإن الليالي لا تزال باردة. وبمجرد انتهاء الحطب، ينتقل الكثير من الناس إلى المطاعم أو إلى لاستكمال الاحتفالات في منازل الأصدقاء.
احتفالات الطلاب
من المشاهد الشائعة في ليلة فالبورغ في السويد رؤية الطلاب وهم يرتدون قبعاتهم المميزة، والتي عادة ما تكون بيضاء محاطة بشريط أسود. وينشد الطلاب كذلك أغاني للترحيب بالربيع، وبإخضرار الطبيعة، وبمستقبل أكثر إشراقًا. بالنسبة لطلاب المدارس الثانوية في عامهم الأخير، تعد ليلة فالبورغ أيضًا مناسبة للاحتفال بأنهم على وشك التخرج.
أصول الاحتفال
عاشت القديسة فالبورجيس في ألمانيا في القرن الثامن الميلادي، وكان الألمان هم الذين جلبوا تقليد الاحتفال بليلة فالبورغ إلى السويد في العصور الوسطى.
في ذلك الوقت، كانت السنة الإدارية تنتهي في 30 أبريل/نيسان. لذلك كان من المناسب جدًا أن يكون هذا يومًا للاحتفال بين التجار والحرفيين، يومًا للرقص والغناء وأكل الحلوى استعدادًا لاستقبال فصل الربيع.
كان هذا كذلك يومًا مهمًا في التقويم للمزارعين والفلاحين، حيث كان يُعقد الاجتماع السنوي للقرية، حيث يتم اختيار عضو مجلس محلي جديد ويتم تقديم البيض ومشروب الشنابس الكحولي. كما كانت تطلق في هذا اليوم حيوانات المزارع التي أرهقت في محبسها داخل الحظائر خلال فصل الشتاء الطويل القارس لترعى بحرية في الهواء الطلق،
منذ أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، كان يتم إشعال النيران لإخافة الحيوانات المفترسة. كما كان الناس يطلقون النار، أو يقرعوا الأجراس، أو يصرخوا لإبعادها.
في بعض أنحاء البلاد، كان الشباب في ليلة فالبورغ يتجولون وهم يغنون أغاني شهر مايو مقابل الحصول على بعض من الطعام . وإذا لم يتم ‘إعطائهم شيئًا، كانوا يعاقبونهم بأنشودة سيئة. وفي أماكن أخرى من البلاد، كان الناس يزورون المنتجعات الصحية لشرب المياه الصحية وتسلية أنفسهم.
مناسبتان في نفس اليوم
الحقيقة أن مناسبة فالبورغ في 30 إبريل/نيسان تتوافق مع مناسبة سويدية أخرى وهي الاحتفال بعيد ميلاد الملك كارل السادس عشر غوستاف. إلا أنه ليس عطلةً رسمية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن معظم نشاطاته المسائية التي قد تستمر في بعض الأحيان إلى ساعات متأخرة من الليل تأتي عشية الاحتفال بعيد العمال في اليوم التالي الأول من مايو/أيار، الذي هو يوم عطلة رسمية.
احتفالات المدن الطلابية
من أوميو في الشمال، إلى أوبسالا، مرورًا باستكهولم، وحتى لوند في الجنوب، سيتاح لكم أن تشارك الفئة الطلابية السويدية احتفالاتها بنسختها الأجمل والأكثر إثارة لو قررت يوماً الانتساب إلى جامعة في واحدة من هذه المدن أو غيرها.
وعلى الرغم من أن الاحتفال أصبح عادة سنوية منذ نهاية القرن التاسع عشر في الوسط الجامعي لمدن مثل استوكهولم، ورغم حداثة عهده في مدينة أوبسالا، شمال ستوكهولم، والذي بدأ على يد طالبين جامعيين في العام 1978، فإن للاحتفال في أوبسالا ما يميزه عن باقي المدن والجامعات السويدية.
وقد يكون الطابع الجامعي للسكان والمقيمين في عاصمة السويد القديمة ما يميزها عن باقي المدن، سببًا أساسيًا في مشاركة أعدادٍِ غفيرة من الأشخاص في هذا التقليد السنوي، كما تعرف المدينة كل عام عودة الطلبة القدامي لإعادة إحياة هذا العيد بطابعه الطلابي المميز.
وعلى أية حال ورغم الطبيعة الخاصة لاحتفالية أوبسالا فإن الأنشطة التي تقام سنويًا في الجامعات السويدية هي تجربة فريدة في المرحلة الدراسية العليا، وتستأثر باهتمام المشاركين والمشاهدين مثل الحفلات الموسيقية التي تبدأ في بعض الأحيان قبل يومين من فالبورغ، وسباقات التجديف للزوارق الصغيرة، ومسابقات السقوط من أماكن عالية عن طريق ربط المتسابقين بحبل على مستوى القدمين ورميهم من الأعلى وغيرها من الأنشطة التي تضفي الحماسة، والتي تضمن استمرارية الاحتفال على نفس المستوى من الإثارة.
الأول من مايو /أيار
تلي ليلة فالبورغ، يوم 1 مايو/أيار، يوم العُمال العالمي، وهو عطلة رسمية في السويد منذ عام 1939. تُنظم خلال اليوم النقابات العمالية والأحزاب السياسية المظاهرات والمسيرات والخطب.