البحث العلمي في السويد
الاستثمار في البحث العلمي يؤتي بثماره: الابتكار في السويد في المراتب الأولى عالميًا
تُصنَّف السويد ضمن أكثر بلدان العالم ابتكارًا، واستثمار البلاد في الأبحاث العلمية مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي من ضمن الأعلى في العالم. وتستثمر الحكومة بكثافة في مجال التعليم، كما يُخصَّص أكثر من ثلاثة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للسويد لمجال البحث والتطوير.
ويؤثر تركيز السويد طويل المدى على التعليم والأبحاث تأثيرًا إيجابيًا كبيرًا على قدرة البلاد في مجال الابتكار.
جامعة لوند في الصدارة
تم إنشاء مصدر التشظي الأوروبي في جامعة لوند، حيث سيتم استخدام أقوى مصدر نيوترون في العالم لدراسة المواد المستخدمة دراسة متمعنة بشكل يومي، ومن المقرر أن يصبح طور التشغيل الكامل بحلول عام 2027.
مشروع آخر في جامعة لوند هو مختبر ماكس 4 والذي يضع السويد في الصدارة على صعيد أبحاث المواد وتكنولوجيا النانو.
المجالات البحثية الرائدة
نجحت السويد بفضل اعتمادها سياسة بحثية نشطة من الوصول إلى الصدارة في العديد من المجالات، منها مجال التكنولوجيا البيئية، ومجال آخر هو علوم الحياة. كما اكتسبت السويد مكانة رفيعة في مجال تكنولوجيا النانو وتطبيقاتها البحثية المتعددة، من الطب إلى الطاقة المستدامة.
يمول القطاع الخاص معظم العمل البحثي في السويد، بنسبة تصل إلى حوالي 70 في المائة. وقد ساعدت هذه الأبحاث الشركات السويدية مثل آ بي بي وإريكسون وساندفيك ومجموعة فولفو أن تحتل موقع الريادة في قطاعاتها. ويساهم القطاع العام بحوالي 30 في المائة من مجموع التمويل.
الحاجة للأبحاث
إن التحديات التي يواجهها العالم اليوم معقدة وشاملة، وتتطلب إيجاد حلول فعالة، غير أن متطلبات التنمية المستدامة والنمو والازدهار في طور التغير. وقد بات من الواضح أن البحث والابتكار عوامل مهمة في معالجة قضايا المجتمع، فالعثور على الحلول الصحيحة يتطلب المعرفة، كما يجب ضمان وجود الأدوات المناسبة لتطبيق هذه الحلول.
تأتي مسألة الاستدامة على رأس جدول أعمال الحكومة السويدية، وتهدف السويد إلى الاضطلاع بدور ريادي في تنفيذ خطة عمل 2030. كما تطمح السويد إلى أن تكون أحد أنشط البلدان في العالم على صعيد البحث والتطوير، إن كان في المجالات العامة أو المتخصصة.
الاستثمار على نطاق واسع في مجال البحث والتطوير
بصفة عامة، تستثمر السويد أكثر من ثلاثة في المائة من الناتج الإجمالي المحلي للبلاد في البحث والتطوير. ويستثمر قطاع الأعمال كذلك كما ذكرنا في البحث والتطوير، حيث تساهم الشركات الخاصة بما نسبته 70 في المائة من إجمالي التمويل.
يلعب البحث والتطوير الذي تنفذه الجامعات ومؤسسات التعليم العالي كذلك دورا دورًا مهمًا في تحفيز الابتكار، وهو ما ينعكس في المقابل على النمو الاقتصادي. وتصل نسبة التمويل الحكومي للأبحاث بشكل عام حوالي 0.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أحد أعلى المعدلات في العالم.
ويُخصص التمويل الحكومي للبحوث والدراسات العليا من خلال عدة مسارات، وتشمل هذه التمويل الحكومي المباشر؛ والتمويل من خلال هيئات التمويل، مثل الهيئات الحكومية ومجالس الأبحاث؛ فضلًا عن التمويل من خلال البلديات والمجالس المحلية ومؤسسات الأبحاث الحكومية.
المركز الرئيسي لأبحاث الجرافين
مادة الغرافين هي شكل من أشكال الكربون فائق الصلابة تستخدم في تشكيل طبقات رقيقة سماكتها بسُمك الذَرَّة. هذه المبادرة البحثية هي الأكبر قط في أوروبا، وهي من تنسيق جامعة شالمرز للتكنولوجيا في مدينة غوتنبرغ.
الهيئات الحكومية لتمويل الأبحاث العلمية
تمثّل الحكومة أكبر جهة تمويل للأبحاث في الجامعات والكليات الجامعية، وتحديدًا الهيئات الحكومية الأربع التالية:
- مجلس الأبحاث السويدي : الجهة التي تمنح التمويل للأبحاث في مجال العلوم الطبيعية، والتكنولوجيا، والطب والصحة، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، وغيرها من المجالات.
- فورماس: مجلس حكومي للأبحاث في مجال التنمية المستدامة، ويمنح التمويل للأبحاث البيئية، والعلوم الزراعية، والتخطيط المكاني.
- فورته: المجلس السويدي لشؤون الصحة والحياة المهنية والرفاه في مجال العمل، وهو يموّل الأبحاث المتعلقة بقضايا سوق العمل، وتنظيم العمل، والعمل والصحة، والصحة العامة، والرفاه، والخدمات الاجتماعية، والعلاقات الاجتماعية.
- فينّوفا: هيئة تشجيع الابتكار في السويد، وهي تمنح التمويل بشكل أساسي للأبحاث في مجال التكنولوجيا، والنقل، والاتصالات، والحياة العملية.
المؤسسات
- خمسة مؤسسات تمولها الدولة تخصص التمويل للأبحاث في السويد، وهي بالتالي عنصر تكميلي مهم للتمويل الحكومي المباشر:
- إس إس إف: المؤسسة السويدية للأبحاث الاستراتيجية
- مسترا: مؤسسة الأبحاث البيئية الاستراتيجية
- مؤسسة المعرفة: تمول الأبحاث وتطوير الكفاءات في الكليات الجامعية والجامعات الجديدة في السويد.
- مؤسسة دراسات منطقة بحر البلطيق وشرق أوروبا: تدعم الأبحاث المتعلقة بمنطقة بحر البلطيق وشرق أوروبا.
- ستنت: المؤسسة السويدية للتعاون الدولي في مجال الأبحاث والدراسات العليا.
جهة مهمة أخرى للتمويل هي صندوق يوبيل البنك المركزي، وهي مؤسسة مستقلة يمولها بنك السويد المركزي.
كما تساهم المؤسسات الخاصة مثل صندوق كنوت وأليس فالنبرغ مساهمة مهمة في تمويل الأبحاث.