نظام التعليم في السويد
نظام ممول من الضرائب وأحد أسباب تصدر السويد لمؤشرات الابتكار العالمية.
يقضي قانون التعليم في السويد بإلزامية التعليم لجميع الأطفال بدءًا من سن السادسة لمدة عشر سنوات. ولعل أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في ريادة السويد وتصدرها مؤشرات الابتكار العالمية هي تركيزها على مجال التعليم خلال فترة طويلة.
رياض الأطفال
هي مرحلة غير إلزامية تتولّى البلديات في السويد مسؤولية توفيرها ما بين عمر السنة والخمس سنوات. هذا يعني أن رياض الأطفال (أو مرحلة ما قبل المدرسة الإلزامية) غير متاحة قبل أن يبلغ الطفل عامه الأول، كون السويد تضمن للوالدين إجازة رعاية الطفل التي تبلغ 480 يوم مدفوعة الأجر.
يمكن للطفل قضاء 15 ساعة في الأسبوع مجانًا في دور رياض الأطفال. قد تزيد المدة مقابل مقدار مالي تدعمه البلديات ويعتمد مقدار الدعم على عدة عوامل. عمر الطفل على سبيل المثال، وما إذا كان الوالدان يعملان أو يدرسان هي بعض العوامل. كذلك يتم النظر إلى تفرغ إحدى الوالدين او كلاهما في إجازة رعاية للعناية بأطفال آخرين، أو أن احدهما أو كلاهما عاطلان عن العمل.
تركّز المنهجية التي تتبناها رياض الأطفال في السويد على أهمية اللعب سواء بمفردهم أو في مجموعات أو مع البالغين. هذا يساهم في نمو الأطفال واستقلاليتهم. فلا عجب في أن ترى طفلاً في عمر الثانية وهو يأكل ويساعد في تنظيف طاولة الطعام ويرتدي ملابسه بدون مساعدة.
وفي وقتنا الحاضر، يكتسب الوعي بالأمور المتعلقة بالنوع الاجتماعي أهمية متزايدة في العملية التعليمية. على سبيل المثال يسعى النظام التعليمي إلى حصول الأطفال على ذات الفُرَص في الحياة بِغَضّ النظر عن النوع الاجتماعي.
التعليم الإلزامي
يتكون التعليم الإلزامي في السويد (باللغة السويدية: Grundskoleutbildning) من أربعة مراحل:
- الصف التمهيدي
- تتبعه المرحلة الابتدائية الأولى (الصف الأول إلى الصف الثالث)
- ثم المرحلة الابتدائية المتوسطة (الصف الرابع إلى الصف السادس)
- وأخيرًا المرحلة الابتدائية العليا من (الصف السابع إلى الصف التاسع)
يتم توفير خدمة الرعاية للأطفال الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة و الثالثة عشرة عامًا قبل وبعد ساعات الدوام المدرسي وأثناء العطلات المدرسية.
ويشمل التعليم الإلزامي في السويد كذلك مدارس قومية سامي. هذه المدارس مخصصة لأطفال قومية سامي، أحد أقليات السويد القومية الخمس.
التعليم الثانوي
مرحلة التعليم الثانوي في السويد (باللغة السويدية: Gymnasium) تستمر لمدة ثلاث سنوات. تبدأ مرحلة التعليم الثانوي من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر وهى مرحلة اختيارية. في هذه المرحلة، يمكن للطلبة الاختيار بين ثمانية عشر برنامج تسمى "البرامج الوطنية". ستة من تلك البرامج تحضيرية للتأهل لمرحلة التعليم العالي كالالتحاق بالجامعات، واثنا عشر منها مهنية.
في حين أن متطلبات القبول تختلف بين البرامج، إلا أن جميعها تتطلب الحصول على درجات النجاح في كل من: اللغة السويدية، والإنجليزية، والرياضيات في السنة الأخيرة من التعليم الإلزامي.
في عام 2020 ، تأهل حوالي 86 بالمائة من طلاب الصف التاسع لأحد البرامج الوطنية. أما أولئك الذين لم يتأهلوا فلديهم خمسة برامج تمهيدية للاختيار من بينها. بعد الانتهاء من هذه البرامج التمهيدية، يمكن للطلاب الانتقال إلى أحد البرامج الوطنية.
هناك أيضًا مدارس ثانوية لذوي الإعاقات الذهنية، بالإضافة إلى برامج خاصة للرياضيين على سبيل المثال.
ويحصل ما يقرب من 72 بالمائة من طلاب المرحلة الثانوية على شهادة إنهاء المرحلة الثانوية (دبلوم المدرسة الثانوية).
المدارس في السويد
يوجد في السويد نوعان أساسيان من المدارس في السويد: مدارس تابعة للبلدية/حكومية، ومدارس مستقلة.
- مدارس البلدية: تكون البلدية هي المدير (المالك) لها، وهي جزء من نظام المدارس العامة في السويد وتتبع المنهج السويدي.
- مدارس مستقلة: تُطلَق تسمية المدارس المستقلّة على المدارس غير التابعة للبلدية والمموّلة من الحكومة. المدير/ة في المدرسة المستقلة، يمكن أن يكون شركة أو مؤسسة أو جمعية.
يوجد نوع ثالث من المدارس في السويد وهي المدارس الخاصة. على عكس المدارس الأخرى، هذه المدارس لها الحق في اختيار الطلاب الذين يتم قبولهم في المدرسة وتعتمد في تمويلها على رسوم دراسية يتم استيفاءها من الطلاب بشكل جزئي أو كلي، ولا يوجد سوى عدد قليل جدًا من المدارس الخاصة في السويد التي تتبع المنهج السويدي.
نفس القواعد للجميع
يتعين على المدارس المستقلّة الحصول على موافقة هيئة التفتيش المدرسي واتّباع المناهج والخطط الدراسية الوطنية، مثلها مثل المدارس التابعة للبلديات.
في عام 2020، مثلت المدارس المستقلة 17 بالمائة من إجمالي المدارس الإلزامية و 34 بالمائة من المدارس الثانوية.كما اجتذبت 15 بالمائة من مجموع الطلبة الملتحقين بالتعليم الإلزامي، وأكثر من 34 بالمائة من مجموع طلبة المرحلة الثانوية.
حقوق الطفل
تسعى السويد من خلال قانون التعليم وقانون مكافحة التمييز إلى حماية الأطفال والطلبة من الممارسات التمييزية والمُهينة.
وتُناط مسؤولية حظر التمييز والسلوكيات المهينة بشكل أساسي بمديري ومديرات رياض الأطفال والمدارس ومؤسسات تعليم الكبار، فضلاً عن دورهم في ضمان معاملة الجميع على قدم المساواة. ويشرف وكيل الدولة لشؤون التمييز على تطبيق هذا القانون.
ويتمتع جميع الطلبة بإمكانية زيارة طبيب المدرسة وممرضة المدرسة والأخصائي النفسي ومسؤولي الرعاية المدرسية - وجميعها ممولة من الضرائب.
ومنذ عام 2020، تم إدماج اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل في القانون السويدي.
إصلاحات حديثة
شهد عام 2011 مراجعة شاملة ودقيقة لقانون التعليم في السويد، وتضمّن ذلك زيادة المؤهلات الرسمية للعمل في مجال التعليم بالنسبة للمعلمين. ويكرّس القانون الجديد المزيد من الاهتمام للمسائل المتعلقة بصحة الطلبة والمعلمين ويتيح مساحة أكبر من حرية الاختيار مقارنة بالماضي.
وفي العام ذاته، تمَّ تبني المنهاج الدراسي الوطني الجديد واعتماده في جميع أشكال التعليم الإلزامي. وجاء المنهاج الجديد بأهداف عامة وإرشادات وخطط دراسية جديدة، كما شملت الاختبارات المدرسية الوطنية طلبة الصف السادس بعد أن كانت تُجرى سابقًا لتقييم مستوى طلبة الصف التاسع والثالث فحسب.
نظام جديد للعلامات
تم تحديث نظام العلامات المدرسية في عام 2011 واعتماد مقياس تصنيف من ست درجات حسب الحروف الأبجدية، بحيث تمثّل الدرجات من (A) إلى (F) علامة النجاح وتمثّل درجة (F) علامة الرسوب. ويشبه هذا النظام إلى حد كبير النظام الأوروبي التراكمي للساعات المعتمدة والقابلة للتحويل (ECTS)، وهو نظام العلامات القياسي المطبَّق في مؤسسات التعليم العالي في أوروبا.
ووفق النظام الجديد، بدأت المدارس في السويد منذ عام 2012 بمنح الطلبة علامات مدرسية ابتداءً من الصف السادس.
شهادات ممارسة المهنة للمعلمين
ابتداءً من الأول من ديسمبر/كانون أول 2013، بات يتوجّب على معلمي ومعلمات رياض الأطفال والمدارس العاملين بعقود دائمة الحصول على شهادة ممارسة المهنة. ويهدف هذا القرار إلى الارتقاء بمكانة مهنة التعليم ودعم تنمية المهارات المهنية لتعزيز جودة التعليم.
للمزيد عن نظام التعليم والمدارس في السويد، يمكنكم تصفح موقع هيئة المدارس السويدية باللغة العربية